واجهت الأنظمة الديمقراطية في أوربا صعوبات كبيرة بعد الحرب العالمية الأولى، واتجهت بعض الدول الأوربية للخروج من هذه الصعوبات إلى إقرار أنظمة ديكتاتورية بدأ تطبيقها في ايطاليا على يد الفاشية، وتمثل النازية الألمانية نموذجا لفهم ظاهرة الأنظمة الديكتاتورية من حيث ظروف قيامها، وأسلوب حكمها ونتائجها.
ساعدت عدة ظروف على وصول الحزب النازي إلى الحكم:
إثر فوز هتلر في الانتخابات عـُين مستشارا لألمانيا، وقد عمل على تطبيق نهجه الديكتاتوري في مختلف الميادين:
ولد أدولف هتلر بمدينة برونو النمساوية سنة 1889م، وانخرط في الجيش سنة 1914م، وانظم إلى الحزب الوطني الاشتراكي للعمال الألمان سنة 1919م، وأصبح رئيسا له سنة 1921م، وقاد أول انقلاب سنة 1923م، وسجن سنة 1924م، وعين مستشارا سنة 1933م، وجمع بين الرئاسة والمستشارية سنة 1934م، وانتحر سنة 1945م، وتتمثل أهم أفكار هتلر في اعتبار النازية، نقيض النظام البرلماني، لكونها تحصر المسؤولية في شخص الزعيم. وارتكازه في بناء الدولة على أساس عنصري، ينكر المساواة بين الأعراق، ويرفض البقاء للضعفاء، ويعتبر المجال الحيوي من مقومات البقاء للشعب الألماني.
تتمثل أهم سمات الدولة النازية في الشمولية التي تسعى إلى إقرار نظام ديكتاتوري يحتكر كل السلط، حيث أحدث هتلر نظاما نازيا يقوم على تجميع السلط في يده، ومنع حرية التعبير، وإلغاء النظام البرلماني والتعددية الحزبية، وهو بذلك نظام عنصري يقوم على تمجيد العنصر الجرماني الآري، وكراهية الأجانب من يهود وماركسيين وليبراليين، واهتم هتلر أيضا بالتخطيط الاقتصادي وتقوية الصناعة التجهيزية والعسكرية، وتشغيل العاطلين، وتشجيع الولادة والانخراط في الشبيبة الهتلرية، وحدد دور الدولة في إقصاء العناصر الأجنبية وتطهير المجتمع من الضعفاء، والإعداد للتوسع الإمبريالي لتأمين المواد الأولية وتصدير المواد الألمانية وتجاوز قرارات معاهدة فرساي.
ساهمت القيود التي فرضت على ألمانيا بموجب الحرب العالمية الأولى في ظهور التطرف السياسي، الذي توج بوصول النازية إلى السلطة وعودة التوتر إلى العلاقات الدولية، مما تسبب في قيام الحرب العالمية الثانية.
أنظمة شمولية ظهرت بأوربا فيما بين الحربين في كل من إيطاليا 1922م وبلغاريا 1923م والبرتغال وبولونيا 1926م، وألمانيا النازية (النظام النازي) التي سيعمل هتلر من خلالها على إقامة نظام ديكتاتوري فيها انطلاقا من سنة 1933م .
تكونت في ألمانيا عقب انهيار النظام الإمبراطوري على إثر هزيمتها في الحرب العالمية الأولى.
كلمة تعني الدولة، وقد سميت ألمانيا النازية بالرايخ الثالث.
منصب يعين فيه زعيم الحزب الحاصل على أغلبية الأصوات في الانتخابات في النظام النيابي الألماني.
كلمة ألمانية تعني الزعيم.
سياسة تهدف التوسع في الأراضي الموجودة في شرق أوربا باعتبارها ضرورية لحياة الشعب الألماني.